متى يغضب العرب؟
سؤال حيّر المناضلين والمثقّفين والمنظّرين
وما هي الكلمة السحريّة التي تخرجهم من قمقم استسلامهم؟
هل هي فلسطين؟ مسبوقة أو ملحوقة بشيء ما؟
بالمجازر مثلاً؟ وقد حدث منها الكثير الكثير ولم يغضب العرب.
هل هو الاحتلال؟ الذي لم يُبقِ من الوطن ولم يُذرِ. ولم يغضب العرب.
هل هي المقدّسات؟ ولم يسلم منها حتى القرآن الكريم. ولم يغضب العرب.
هل هي الكرامة والشّهامة والنّخوة؟ وقد داسوا شارون جميعاً بجزمته على أرض
المسجد الأقصى.ولم يغضب العرب.
فجأةً استيقظ المارد العربي. يستيقظ غضباً فاق التوقعات متخطياً كل حقبات
الانتظار... ومزيلاً كل غشاوات البصر والبصيرة!
كيف يطالب الشعب العربيّ السوريّ العظيم بالرّبيع العربيّ ولا يلبّون ؟
كيف يحرم المواطن العربيّ السوريّ من كل ما ينعم به المواطن العربيّ في
السودان واليمن والأردن والعراق؟ ... ويبقى العرب على صمتهم؟
كيف لا يظهر العرب بطشهم والمواطن العربيّ السوريّ يتحسّر على رؤية أخيه
المواطن العربيّ المصريّ ينعم هنيئاً في مقابره؟
كيف لا يستعين العرب بكل الدّول العظمى والهيئات الدّولية طلباً لرفع
الهانة عن المواطن العربيّ السوريّ والمواطن العربيّ المغربيّ يتكرّم كل يوم
بتقبيل يد ابن ملكه؟!
كيف لا تخرج الطّائرات والدبابات من مخابئها في مثل هذا الزّمن العصيب
والمواطن العربيّ السوريّ يتلوّى شوقاً لضربات المطاوع تهوي على رأس أخيه المواطن
السعوديّ؟
كيف لا يُغرق العرب الوطن العربيّ بالدم ودماء المواطن العربيّ السوريّ
العزيز جداً على قلوب العرب تغلي شوقاً إلى الربيع؟!
لا تقوموا أيها المناضلون من تحت الردم
أخيراً عرفنا كلمة السرّ التي يغضب لها العرب
هي لم تكن يوماً فلسطين....