هذه أنا يا وطني
هذه أنا يا وطني التي رحلت عنك سهوًا وتاهت عن طريق العودةهذه أنا يا وطني التي حملت حقيبتها ونسيت قلبها في حقيبتك
هذه أنا يا وطني التي رتبت أوراقها الثبوتية ودفنت هويتها في ترابك
هذه أنا يا وطني التي كانت تحبك وتحبك وتحبك أكثر من أي شيء تعرفه...فأصبحت لا تعرف شيئاً تحبه سواك...
هذه أنا يا وطني التي تعيش بين جدران بلا وطن وتحلم بجدار يظللها في الوطن...هذه أنا يا وطني التي في آخر الدنيا تنشغل عن تأمل العمران والهندسة والجمال بتصفح الوجوه المتعبة في الذاكرة البعيدة. في أول الدنيا، تقرأ هناك أشعاراً تعرفها وترددها بلا كل...هذه أنا يا وطني التي تتوارى بعينيها بعيدًا عن الأعين المترصدة..تحاول اخفاء خيانتها.هذه أنا يا وطني التي تتنشق هواءً تخونه وتخونه عن سابق تصور وتصميم ...مع كل نفس...
هذه أنا يا وطني التي تعبث ريشة أحلامها بالأوطان...
هذه أنا يا وطني التي تختلس من الأبعاد والألوان أجملها لتبتدع لوجهك أبهى الصور...
هذه أنا يا وطني التي تقتلع الأشجار، شجرة شجرة لتغرسها في ربوعك...
هذه أنا يا وطني التي تسلب الأطفال مدن ألعابهم لتحملها إلى أطفال آخرين يسليها فرحهم وتسعدها ضحكاتهم...
هذه أنا يا وطني التي لا ترحم حتى هؤلاء العجائز المتشابهين ...المتظللين بعبء الملل والمتسمرين على المقاعد الخشبية...فتستبدلهم بآخرين خرجوا من أسطورتك، مثل قوس قزح، في وجه كل عجوز منهم لون متفرد يروي حكايات وحكايات عن جفون ذبلت من غير أن تقرأ...هذه أنا يا وطني التي أنهكتها سنو الغربة وأتلفت روحها رتابة العيش.هذه أنا يا وطني جسدٌ بلا روحٍ في هذه الأ رض ..هذه أنا هنا ولكن...روحي هناك تحلق في فضاء الوطن...
فيا وطني.
...أعد إلي روحي أو أعدني إلى روحي...
.أعدني اليك.....